نظام الشركات الجديد في السعودية: نقلة تشريعية تُعزّز الاستثمار وفق ورؤية 2030

نظام الشركات الجديد في السعودية, وفق رؤية السعودية 2030

يشهد قطاع الأعمال في المملكة العربية السعودية تحولًا جذريًا مع دخول نظام الشركات الجديد في السعودية حيّز التنفيذ. فالنظام التشريعي الحديث يُعدَّ  إصلاحًا شاملًا يهدف إلى تنشيط بيئة الاستثمار، وتمكين ريادة الأعمال، وتعزيز حوكمة الشركات بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.

سواء كنت رائد أعمال يسعى لبناء كيان اقتصادي مستدام، أو صاحب شركة قائمة يهدف إلى مواكبة التطورات النظامية، فإن الإلمام بالتعديلات الجوهرية التي يتضمنها النظام الجديد أصبح أمرًا ضروري لضمان الامتثال والاستفادة المثلى من الفرص التي يتيحها.

جدول المحتوى

أولًا: ماهية نظام الشركات الجديد

ثانيًا:أهمية نظام الشركات الجديد

ثالثًا: الفئات المستفيدة من نظام الشركات الجديد

رابعًا: تعديلات نظام الشركات الجديد في السعودية

خامسًا: أهم ما يميز نظام الشركات الجديد في السعودية مقارنة بالنظام القديم وفق رؤية السعودية 2030

سادسًا: الشركات الأجنبية في نظام الشركات الجديد وفق رؤية السعودية 2030

أولًا: ماهية نظام الشركات الجديد

    • تعريف نظام الشركات الجديد

أصدر المشرع السعودي نظام الشركات الجديد بموجب المرسوم الملكي رقم (م/132) وتاريخ 1/12/1443هـ، ودخل حيز النفاذ في 19 يناير 2023م.

ويهدف النظام إلى تأسيس منظومة متكاملة لتنظيم دورة حياة الشركات منذ تأسيسها وإدارتها وحتى انقضائها وتصفية أعمالها، مع ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة وتحقيق الانسجام مع أفضل الممارسات الدولية.

ويمثل هذا النظام نقلة نوعية في التشريعات التجارية السعودية، إذ يسعى إلى تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي، وتمكين القطاع الخاص، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.

 

ثانيًا: أهمية نظام الشركات الجديد

جاء نظام الشركات الجديد في السعودية استجابةً لحاجةٍ ملحّة إلى تطوير الإطار القانوني المنظِّم للأعمال التجارية، بما يواكب التغيرات الاقتصادية المتسارعة ويعزّز قدرة السوق السعودي على المنافسة إقليميًا وعالميًا.

وقد رُوعي في صياغة هذا النظام أن يتّسم بالمرونة والتطور، من خلال استحداث أحكام حديثة، وتبسيط الإجراءات، وتمكين الشركات بمختلف أشكالها من النمو والاستدامة، انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

  1. تعزيز تأسيس الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة
  2. تطوير مستوى الحوكمة والشفافية
  3. ثالثًا: تسهيل الإجراءات وتبسيط التعاملات الإدارية
  4. رابعًا: تحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي

ثانيًا: الفئات المستفيدة من نظام الشركات الجديد

يمتد أثر نظام الشركات السعودي الجديد ليشمل طيفًا واسعًا من المشاركين في بيئة الأعمال، من أبرزهم:

  • رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة.
  • المستثمرون المحليون والدوليون الباحثون عن فرص نمو آمنة.
  • المحامون والمستشارون القانونيون المتخصصون في القانون التجاري السعودي.
  • الشركات العائلية والمهنية التي تسعى إلى تعزيز الحوكمة وضمان استدامتها عبر الأجيال.

ونستطيع القول 

أن نظام الشركات الجديد في السعودية لا يُمثّل مجرد تعديل تشريعي، بل هو خطوة استراتيجية لإعادة تشكيل بيئة الأعمال، وتحقيق تكاملٍ بين الشفافية والكفاءة والاستدامة.
وبهذا يرسّخ النظام موقع المملكة كمركز استثماري عالمي قادر على استقطاب الكفاءات ورؤوس الأموال، والمضي قدمًا نحو اقتصاد متنوع ومستدام.

ثالثًا: تعديلات نظام الشركات في السعودية

وفي هذا القسم، نستعرض بعض هذه التعديلات المحورية التي جاء بها النظام الجديد، والتي ينبغي لكل رائد أعمال، وصاحب مشروع، ومحامٍ مختص الإلمام بها جيدًا، لمواكبة المرحلة القادمة بثقة ووعي قانوني متكامل.

  • استحداث شركة المساهمة المبسطة

 وأهم مميزاتها:

  1. يمكن تأسيسها من قبل شخص واحد أو عدة أشخاص طبيعيين أو اعتباريين.
  2. لا يُشترط فيها حد أدنى لرأس المال، بخلاف الشركات المساهمة التقليدية.
  3. تتميز بهيكل تنظيمي مرن؛ إذ ليس من الإلزام إنشاء مجلس إدارة، ويجوز تعيين مدير واحد أو أكثر.
  4. تمنح حرية أوسع في تنظيم حقوق المساهمين وشروط إصدار الأسهم وتداولها.
  • تنظيم الشركات المهنية بشكل مرن

أدخل نظام الشركات الجديد مفهومًا حديثًا لتنظيم الشركات المهنية، بما يمنحها إطارًا قانونيًا أكثر مرونة يدعم تطورها وتوسّعها في السوق السعودي.

وبموجب هذا التنظيم، أصبحت الشركات المهنية قادرة على ممارسة نشاطاتها بصيغ قانونية متعددة، تتجاوز الشكل التقليدي لشركات التضامن، وأهم ملامح تطوير الشركات المهنية:

  1. أصبح بإمكان المهنيين تأسيس الشركات المهنية مساهمة أو مهنية ذات مسؤولية محدودة، وليس فقط شركات تضامنية كما كان في السابق.
  2. أتاح النظام إمكانية ممارسة أكثر من مهنة حرة ضمن شركة مهنية واحدة، وفق الضوابط النظامية المعتمدة.
  3. عزّز استقلالية الشريك المهني ومنحه حرية أوسع في تنظيم العلاقة بين الشركاء عبر النظام الأساسي للشركة.

رابعًا: أهم ما يميز نظام الشركات الجديد في السعودية مقارنة بالنظام القديم وفق رؤية السعودية 2030

يمثل نظام الشركات الجديد في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في بيئة الأعمال والاستثمار، إذ جاء ليواكب رؤية السعودية 2030 عبر تحديث الإطار التشريعي للشركات بما يحقق المرونة والشفافية ويحفز النمو الاقتصادي.
وعند المقارنة بين نظام الشركات الجديد والنظام القديم، يمكن ملاحظة عدد من الفروقات الجوهرية التي تعكس حجم التطور التشريعي الذي شهدته المملكة.

  • أهم ما يميز نظام الشركات الجديد في السعودية عن النظام القديم وفق رؤية السعودية 2030
  1. مرونة أكبر وتجاوز القيود السابقة
  2. توسيع نطاق الأشكال القانونية للشركات
  3. تطوير المنظومة التجارية في المملكة
  4. تحسين تنظيم الشركات باختلاف أنواعها
  5. دعم الاستثمار طويل الأجل
  6. تسهيل التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة
  7. تنوع آليات حل النزاعات التجارية
  8. استحداث شركة المساهمة المبسطة
  9. الاهتمام بالشركات غير الربحية
  10. التحول الرقمي في خدمات الشركات

خامسًا: الشركات الأجنبية في نظام الشركات الجديد وفق رؤية السعودية 2030

تسعى المملكة العربية السعودية من خلال نظام الشركات الجديد إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، تعزيز الشراكات الدولية، وتحقيق التنوع الاقتصادي الذي تستهدفه رؤية السعودية 2030.
ولذلك أتاح النظام الكثير من التسهيلات للمستثمرين الأجانب لتمكينهم من تأسيس شركاتهم في المملكة بعيدًا عن التعقيدات الحكومية.

  • شروط تأسيس الشركات الأجنبية في السعودية

يتحتم على المستثمر الأجنبي الراغب في تأسيس شركة أجنبية في السعودية الالتزام بعدة شروط نظامية، من أهمها:

  1. الحصول على ترخيص من الهيئة العامة للاستثمار (وزارة الاستثمار السعودية) قبل مباشرة النشاط التجاري.
  2. الامتثال للقوانين المالية والتجارية ذات الصلة بعمليات التصدير، والاستيراد، والبيع، والاكتتاب داخل المملكة وفق رؤية السعودية 2030.
  3. تقديم الوثائق والمستندات المطلوبة باللغة العربية، بما في ذلك عقد التأسيس والنظام الأساسي.
  4. تحديد عنوان الشركة داخل المملكة، واسم الوكيل القانوني، ومركز الإدارة الرئيسي.
  5. معاملة الشركات الأجنبية في النظام الجديد
  6. يتميز نظام الشركات الجديد عن الشركات الأجنبية التي تؤسس فروعًا لها داخل المملكة المعاملة ذاتها المقررة للشركات السعودية من حيث الحقوق والالتزامات القانونية.ويهدف هذا التوجه إلى:
  7. ضمان العدالة وتكافؤ الفرص بين جميع الشركات العاملة في السوق السعودي.
  8. حماية المستهلكين من الممارسات التجارية غير العادلة.
  9. تعزيز بيئة المنافسة المشروعة وفق أعلى المعايير القانونية والتنظيمية.

للتواصل مع شركة عبق الحياة

نحن في شركة عبق الحياة نرحّب بجميع استفساراتكم وطلباتكم، ونسعد بتقديم الاستشارات والدعم اللازم في كل ما يخص خدماتنا.
يمكنكم التواصل معنا عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، أو زيارة موقعنا الالكتروني للتعرّف أكثر على حلولنا المتكاملة.

رابعًا: أهم الاسئلة الشائعة

  • زيادة المرونة التشريعية من خلال تبسيط الإجراءات وإزالة القيود التي كانت تعيق تأسيس الشركات وإدارتها.
  • استحداث شركة المساهمة المبسطة لتلبية احتياجات رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة.
  • تنظيم الشركات المهنية بشكل أكثر مرونة، مما أتاح دمج أكثر من مهنة في كيان واحد.
  • إلغاء شرط الاحتياطي النظامي الإجباري لتسهيل إدارة رؤوس الأموال.
  • تعزيز الحوكمة والشفافية في إدارة الشركات وضمان حماية حقوق الشركاء والمساهمين.
  • إدخال التحول الرقمي في جميع مراحل تأسيس الشركات وإدارتها إلكترونيًا، بما في ذلك الاجتماعات والتصويت والجمعيات العمومية.
  • إتاحة آليات متعددة لتسوية النزاعات مثل التحكيم والوساطة، مما يحد من التعقيدات القضائية ويزيد من سرعة الفصل في القضايا التجارية.

يتمثل الفرق الجوهري بين نظام الشركات الجديد والنظام القديم في أن النظام الجديد جاء ليواكب التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة، ويعالج القيود والمحدوديات التي كانت تعيق نمو الشركات في النظام السابق. فبينما كان النظام القديم يتسم ببعض التعقيد في الإجراءات وتعدد المتطلبات النظامية، جاء النظام الجديد ليقدم بيئة أكثر مرونة وانفتاحًا تسمح بتأسيس الشركات وإدارتها إلكترونيًا بسهولة وشفافية. كما أضاف النظام الجديد أنواعًا حديثة من الكيانات مثل شركة المساهمة المبسطة، ونظّم الشركات غير الربحية والمهنية بشكل أكثر تطورًا. إلى جانب ذلك، عزز من مبادئ الشفافية والحوكمة لحماية المساهمين وضمان المساءلة، وفتح آفاقًا أوسع أمام الاستثمار الأجنبي بتبسيط شروط الترخيص وتوحيد الإجراءات. باختصار، يمكن القول إن النظام الجديد يمثل نقلة نوعية تهدف إلى بناء بيئة أعمال ديناميكية تتماشى مع تطلعات رؤية السعودية 2030 وتعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي لجذب الاستثمارات.

Scroll to Top